"عفواً لقد نفذ رصيدكم" جاءني صوت سيدة في تليفوني المحمول قائلاً هذه العبارة التي أكرهها كثيراً و دائماً تأتي في أوقات غير مناسبة تجعلني أتسأل أين ذهب الرصيد!! على أي حال قررت أن أذهب لأشتري كارت شحن من المحل بجوار منزلي و عندما وصلت إلى باب المحل اكتشفت أنني نسيت النقود بالمنزل فعدت إالى المنزل على الفور لأحضرها و ذهبت مرة أخرى إلى المحل. طلبت من البائع أن يحضر لي كارت بخمسين جنيهاً على حسب ما أتذكر و أخذته و هممت بالرحيل و لكني ما ان وصلت إلى الباب قاطعني صوت الرجل قائلاً: "يا آنسة.. النقود" و حينها فقط تذكرت أنني لم أدفع له ثمن الكارت. أعتذرت له و دفعت النقود و عدت إلى منزلي لأكتشف أنني قد نسيت هذه المرة كارت الشحن نفسه عند البائع فذهبت مرة أخرى إليه أسأله عنه. و لكنه ما أن رآني حتى ضحك قائلاً: "لقد نسيتِ كارت الشحن هذه المرة" و أعطاني إياه. أخذته منه و وضعته في حقيبةِ يدي و عدت أدراجي و قد اعتمرني الخجل من ذاكرتي. و داخل المنزل كنت سعيدة أنني سأتمكن أخيراً من شحن تليفوني المحمول و أخذت أبحث عن هذا الكارت في الحقيبة و لكنني لم أجده فخطر ببالي أنني لم آخذه من البائع للمرة الثانية و أنه لا يزال بحوزته أو ربما سقط مني في الطريق. و في كلتا الحالتين كان يجب أن أتأكد أولاً قبل أن أذهب إلى البائع للمرة الرابعة. لم أجد مفر من أن أنظر إلى الأرض طوال الطريق بين منزلي و بين محل كروت الشحن أملاً في العثور على هذا الكارت المحسود. لم أعلم ماذا أقول للبائع عندما دخلت عليه و لم أعلم و لا أريد أن أعلم ماذا قال هو عني و لكن كل ما علمته أنني لم أنس الكارت عنده هذه المرة و أنه نصحني أن أبحث عنه جيداً و لكنني كنت على يقين أنه يريد أن ينصحني بأن أذهب إلى طبيب.
عدت إلى المنزل بخفيّ حُنَين, فلقد ضاعت الخمسون جنيهاً هباءاً و كنت سأظل أسمع العبارة المزعجة "عفواً لقد نفذ رصيدكم". طوال اليوم ظللت أبحث عن هذا الكارت في كل أرجاء المنزل و لكن دون جدوى. و في المساء كنت أحضر شيئاً من الحقيبة فوجدت حافظة النقود أمامي و تنبهت أنني لم أبحث بها فاختطفتها من الحقيبة و ما أن فتحتها حتى وجدته جالساً ملكاً بين النقود. فرحت فرحاً شديداً أن الخمسون جنيهاً لم تضع هباءاً حتى أنني من شدة فرحي نسيت أن أشحن تليفوني بهذا الكارت. فلقد كان غالياً علي هذا الكارت فتركته متربعاً على عرشه بين النقود حتى لا أعكر صفوه فيختفي مرة أخرى. تذكرت بعدها بيومين و أنا في الكلية أنني يجب أن أشحن التليفون عندما سمعت العبارة المزعجة مرة أخرى و فتحت حافظة نقودي لأحضر الكارت و يا ليتني ما فتحتها. لقد وجدت الكارت برتقالي اللون لشركة "موبينيل" و أنا تابعة لشركة "فودافون" و يعني هذا أنني أشتريت الكارت الخطأ بعد كل هذا العناء. و أتذكر يومها أنني أخذت أسأل كل من أعرفه في الكلية عن ما إذا كان تابع لشركة "موبينيل" و يريد أن يشحن بخمسين جنيهاً حتى وجدت شخصاً لا أذكر من هو الآن و إشترى مني أكثر كارت تعبت لشرائه. و أخذت أردد طوال اليوم الإعلان التليفزيوني الشهير "أنا فودافون" كإحدى المحاولات للحفاظ على ذاكرتي.
3 comments:
feeen zer el like hena fel blog, hehehehhe :D
bas ya rab matkonesh na2laha men 7eta :p ;))
No it's 100% mine :)
هاهاها حلوة كتيير
Post a Comment